21‏/03‏/2010

الخروج من التابوت

هذا نصا قد قرأته في احدى مؤلفات الدكتور الراحل مصطفى محمود و نقلته لكم بدون تغير حرفا واحدا
اتمنى ان تستفيدو منه فهو مفيد حتى اخمص القدم
اسم الكتاب : الخروج من التابوت
و يتحدث عن باحث اثار مصري قد سافر الى الهند فقابل هناك رجلا يخرق المنظومة الطبيعيه التي تعودنا عليها
فقرر ان يقابله ليعرف اكثر و اكثر و انبهر بما وجد ثم عاد فرى من الواقع ما يتفوق على الخيال

و هذا النص من نصيحة قدمها الرجل الهندي الى باحث الاثار المصري
....
اعلم ان روح الله تملا الوجود .. و ان كل مافي العالم من فكر وفن و علم و جمال ,هي اذاعات من هذه الروح الكلية الخالقة .. و ما روحك الا قبس من هذه الروح الكبرى تتلقى منها

اعلم ان هذه الروح الكبرى ليست بشرا , ولكنها الذات العليا و القانون الاسمى لكل الوجود

اعلم ان الحياة لا تصلح بغير صلاة .. وان صلاتك لا تكون نافعة الا حينما تنسى انك تصلي وتتوجه بكليتك الى روح الوجود في صرخة اسنجاد و استغاثة و دهشة و اعجاب , و حب و ابتهال مأخوذ .. فالصلاة ليست كلمة تتفوه بها , و انما هي شعور بالقداسة و الافتتان و الاجلال و الحب و الفناء في المقام الالهي الرفيع , و ادراك باننا قطرة من النبع الصافي اللانهائي ,نصدر عنه و نعود اليه

اعبد إلاهك إلاها موضوعيا تتمثل فيه و تصدر عنه جميع القوانيين الطبيعية الحكيمة , والتي يكتشفها العلم ببطء و مشقة , وحاول ان تعيش في توافق مع نوامسية الحكيمة , فهذه هي حريتك
و تذكر ان الفضلاء من جميع الاديان هم في الحقيقة على دين واحد

تذكر انك تبتعد عن روح الله كلما تقربت اليه بالطقوس الروتينيه و الكهانات و المراسيم و الكلمات الخالية من الشعور

الحب الحقيقي هو ان تعبر عن حبك للروح الاعظم بحبك لاطفاله
وحينما تنسى ذاتك في خدمة الاخرين , سوف تنمو ذاتك و تتعاظم في التركيب و القوة

بالعمل و المحبة و خدمة الاخرين تعبد إلاهك و تشعر بجماله

كما انك لا تستطيع ان تكون سعيدا و انت في اسرة شقية فكذلك لا تستطيع ان تكون سعيدا و انت في مجتمع شقي و عالم شقي

انت مسئول لما يحدث لمواطن لك في اخر الدنيا .. هذا هو الدين

كل ما تقوله لك انانيتك شر ,لانها تجعلك في عزلة عن الاخرين و تحرم روحك من غذائها الطبيعي باتصالها بالحياة في جميع مجالاتها

انانيتك تفقرك وتجدب روحك

تذكر ان السعاده ليست حظا و لا بختا انما هي قدرة

ابواب السعاده لا تفتح الا من الداخل .. من داخل نفسك

السعاده تجيئك من الطريقة التي تنظر بها الى الدنيا و من الطريقة التي تسلك بها سبيلك

موقفك المشبع بالحب و التفائل يحول عذابك الى كفاح لذيذ و يحول محاربتك للشر الى بطولة و نبل

احساسك بالجمال يجعل الطبيعة تنبض من حولك بالموسيقى والنغم

تفتحك للمعرفة يجعل رحلتك الشاقة نزهة مشوهة مذهلة

تواضعك يجعل الفشل لا ينال منك

تفانيك في عملك يجنبك ملل الفراغ و قنوطة و ضجره , و يفتح لك كنوز المعرفة و ييسر لك مباهج الاكتشاف و نشوة النصر

لا تنظر الى حظك من اي شيء كي تتجنب مشاعر الحرمان و الاحباط و الخسران

تذكر ان الدين الحق لا يناقض العلم .. لان الدين الحق هو منتهى العلم

ان نظام العالم لم يرتعد امام منظار جاليليو و انما الذي ارتعد هو نظام الكهنوت


و سكت الرجل و اغرق في تامله


.........................
اعتقد الان ان ما حل بنا هو سبب لتناسينا و جهلنا بامور بسيطة و سهله كهذه المذكورة سابقا
و نلقي باللوم على اشخاص و على انظمة و على كل ما حولنا الا انفسنا الضاجرة دون ان تسعى حتى للفهم و الادراك
انفس تحركها الشهوات و الغرائز
انفس تاخذ من الدنيا ادناها
و اخرى تحكم على عقلها بالخراب
و الكثير الكثير مما انتشر بيننا من امراض للعقل و القلب
و تذكروا ان الله قد قال في كتابه العظيم
فيما معناه
قد كان في قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا

و ايضا قال
فيما معناه
اولائك زين لهم الشيطان سوء عملهم

فاعلم ايها الانسان ان صلاحك بحالك و بمن حولك يبدا من صلاح نفسك

و اذا اردت الهروب من الحقيقة و خشيت مواجهتها
فانك ستظل دائما في حيرة من امرك و تلقي باللوم دائما على غيرك

هذه كانت كلمة صغيرة مني اردت قولها دوما مرارا و تكرارا لكل من يبعد الخطا عن نفسة و يسير وفق هوى الاعتراض من اجل الاعتراض و هو جاهل و يعتقد بانه اعلم اهل الارض
فتقبلوها مني

ليست هناك تعليقات: